إذن طباعة
  • مسابقة

كلمات


سلامة الصدر واللسان

إنَّ من سمات المؤمنين العظيمة وصفاتهم الكريمة الدالة على كمال إيمانهم وتمام دينهم ونُبل أخلاقهم : سلامة صدورهم وألسنتهم تجاه إخوانهم المؤمنين ؛ فليس في قلوبهم حسد أو غل أو بُغض أو ضغينة ، وليس في ألسنتهم غيبة أو نميمة أو كذب أو وقيعة ، بل لا يحملون في قلوبهم إلا المحبة والخير والرحمة والإحسان والعطف والإكرام ، ولا يتلفظون بألسنتهم إلا بالكلمات النافعة والأقوال المفيدة والدعوات الصادقة .هؤلاء هم الذين قال الله فيهم : { وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} [الحشر:10]إن…

المزيد

أثر وتعليق

حقيقة التقوى

عن بكر بن عبد الله رحمه الله قال : «لَمَّا كَانَتْ فِتْنَةُ ابْنِ الأَشْعَثِ قَالَ طَلْقٌ : اتَّقُوهَا بِالتَّقْوَى ، قَالَ بَكْرٌ : أَجْمِلْ لَنَا التَّقْوَى ، قَالَ : التَّقْوَى عَمَلٌ بِطَاعَةِ اللهِ ، عَلَى نُورٍ مِنَ اللهِ ، رَجَاءَ رَحْمَةِ اللهِ ، وَالتَّقْوَى تَرْكُ مَعْصِيَةِ اللهِ عَلَى نُورٍ مِنَ اللهِ ، خِيفَةَ عِقَابِ اللهِ». الزهد لاين المبارك (1343).
هذا من أحسن ما قيل في حد التقوى وبيان حقيقتها . وقد جمع فيه رحمه الله بين أمرين مبدأ التقوى وغايتها ؛ لأن كل عمل يُتقرب به إلى الله جل وعلا لابد له من مبدأ ولا بد له من غاية ؛ أما مبدؤه وهو أساسه الذي عليه يقوم فهو الإيمان ، وإليه الإشارة في قوله رحمه الله: «عَلَى نُورٍ مِنَ اللَّهِ» ، وأما غايته فنيل ثواب الله والفوز برضاه سبحانه وتعالى، والنجاة من عقابه وإليه الإشارة في قوله رحمه الله « رَجَاءَ ثواب اللَّهِ» ، وقوله «خِيفَةَ عِقَابِ اللهِ».

السابق

فوائد مختصرة

من أذكار الصباح والمساء

روى النسائي في السنن (10330) عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم لفاطمة رضي الله عنها (( مَا يَمْنَعُكِ أَنْ تَسْمَعِي مَا أُوصِيكِ بِهِ ، أَنْ تَقُولِي إِذَا أَصْبَحْتِ وَإِذَا أَمْسَيْتِ : يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ بِرَحْمَتِكَ أَسْتَغِيثُ ، أَصْلِحْ لِي شَأْنِي كُلَّهُ ، وَلاَ تَكِلْنِي إِلَى نَفْسِي طَرْفَةَ عَيْنٍ )).
ما أعظمها من وصية من خير أب صلى الله عليه وسلم لبنته سيدة نساء الجنة رضي الله عنها، وهي وصية جمعت الخير كلَّه، قال الشوكاني رحمه الله في تحفة الذاكرين (ص86) : (( والحديث من جوامع الكلم لأنَّ صلاحَ الشأن كلِّه يتناول جميعَ أمور الدنيا والآخرة فلا يفرّ شيء منها؛ فيفوز قائلُ هذا إذا تفضل اللهُ عليه بالإجابة بخيري الدنيا والآخرة، مع ما في الحديث من تفويض الأمور إلى الربِّ سبحانه وتعالى فإنَّ ذلك من أعظم الإيمان وأجلِّ خصاله وأشرف أنواعه )).

السابق