معرفة الله
إنَّ معرفة الله عز وجل بمعرفة أسمائه الحسنى وصفاته العظيمة بابٌ شريفٌ من العلم له الأثر البالغُ على من اعتنى به، قال صلى الله عليه وسلم كما في الصّحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه ((إِنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا مِائَةً إِلَّا وَاحِدًا مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ)) ؛ تأمل هذه الثمرة الجليلة التي ينالها من أحصى تسعة وتسعين اسماً من أسماء الله ما أعظمها، وليس المراد بإحصاء أسماء الله حفظ ألفاظها فقط دون علمٍ بمعانيها ودلالاتها ودون قيام بمقتضياتها وموجباتها ؛ بل الإحصاء المطلوب هو العلم بمعاني أسماء الله مع حفظها وفهمها والقيام بما تقتضيه من عبودية، فهذه ثلاث مراتب:
الأولى : حفظها .
الثانية : فهم معانيها .
الثالثة : القيام بالعبوديات المختصة بها.
فما من اسم من أسماء الله جل وعلا إلا وله عبودية مختصة به هي من موجبات العلم بذلك الاسم ، بل إن لكثير من الأسماء عبوديات كثيرة ، فما أحوج العبد إلى أن يُقبِل على هذ العلم الشريف ليكون من أهل هذا الموعود الكريم .