فهم القران وطهارة القلوب

قال ابن تيمية رحمه الله: "فإذا كان ورقه لا يمسه إلا المطهرون فمعانيه لا يهتدي بها إلا القلوب الطاهرة، وإذا كان الملك لا يدخل بيتًا فيه كلب، فالمعاني التي تحبها الملائكة لا تدخل قلبًا فيه أخلاق الكلاب المذمومة" مجموع الفتاوى (5/552).
وقال ابن القيم رحمه الله: " وأنت إذا تأملت قوله تعالى:
(إنه لقرآن كريم في كتاب مكنون لا يمسه إلا المطهرون) وجدت الآية من أظهر الأدلة على نبوة النبي صلى الله عليه وسلم وأن هذا القرآن جاء من عند الله وأن الذي جاء به روح مطهر فما للأرواح الخبيثة عليه سبيل ووجدت الآية أخت قوله: (وما تنزلت به الشياطين وما ينبغي لهم وما يستطيعون) ووجدتها دالة بأحسن الدلالة على أنه لا يمس المصحف إلا طاهر ووجدتها دالة أيضا بألطف الدلالة على أنه لا يجد حلاوته وطعمه إلا من آمن به وعمل به كما فهمه البخاري من الآية فقال في صحيحه في باب (قل فأتوا بالتوراة فاتلوها) (لا يمسه) لا يجد طعمه ولا نفعه إلا من آمن بالقرآن ولا يحمله بحقه إلا المؤمن لقوله تعالى: (مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا) وتجد تحته أيضا أنه لا ينال معانيه ويفهمه كما ينبغي إلا القلوب الطاهرة وأن القلوب النجسة ممنوعة من فهمه مصروفة عنه" إعلام الموقعين (1/226).