الحمية من الشرك

يجب على المُسلم أن يخافَ على نفسِه من الشِّرك خوفًا عظيمًا أشدّ من خوفه من أيِّ أمرٍ آخر، وأن يكون هذا الخوف مُوجبًا الحَيطةَ والحذَرَ من الوقوع فيه، كما هو الشّأنُ فيما يخافه الإنسانُ من أمور، فيعمل بسَبَب خوفه منها على اتّقائها، ألسْتَ ترى في بعض النّاسِ أنّه يتّخِذُ لنَفسِه حميةً ينتظمُ فيها انتظامًا دقيقًا لأطعمةٍ عديدةٍ مباحةٍ ليسَت محرَّمَةً، حمْيَةً لبدَنِه من السِّمْنَة، أو من الأمراض، أو من الثّقَل والكسل، وينتظم في هذه الحميَة خوفَ العاقبة، ألَيْسَ من الجدير أن تكون أعظمُ حميةٍ نُعنى بها في حياتنا: الحمية من الشِّرك!! والحمية من الوقوع فيه!! واتّخاذِ الأسباب الدّقيقة جدًّا الّتي تكون ـ بإذن الله ـ سببًا لسلامة العبد ووقايَتِه من الوقوع فيه!! أيكون حال المَرْءِ أن يُعنَى عنايةً دقيقةً بالحميَةِ من بعض الأطعمة الطَّيِّبَةِ خوفَ مَضرَّتِها، ولا يَحمي نفسَه من الذّنوب خوف عاقبَتِها ومعرَّتِها يوم يَقِفُ أمامَ الله ـ جلَّ في علاه ـ!! ولا يحمي نفسَه من أعظم الذّنوب الّذي هو الشِّرك بالله، سبحانه وتعالى.