مثل من لا يعمل بعلمه

قال ابن القيم رحمه الله: "النفوس مجبولة على عدم الانتفاع بكلام من لا يعمل بعمله ولا ينتفع به، وهذا بمنزلة من يصف له الطبيب دواء لمرض به مثله، والطبيب معرض عنه غير ملتفت إليه، بل الطبيب المذكور عندهم أحسن حالا من هذا الواعظ المخالف لما يعظ به، لأنه قد يقوم دواء آخر عنده مقام هذا الدواء، وقد يرى أن به قوة على ترك التداوي، وقد يقنع بعمل الطبيعة وغير ذلك بخلاف هذا الواعظ، فإن ما يعظ به طريق معين للنجاة لا يقوم غيرها مقامها، ولا بد منها، ولأجل هذه النفرة قال شعيب عليه السلام لقومه {وما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه} وقال بعض السلف: إذا أردت أن يقبل منك الأمر والنهي فإذا أمرت بشيء فكن أول الفاعلين له، المؤتمرين به، وإذا نهيت عن شيء، فكن أول المنتهين عنه". مدارج السالكين (1/445).