مداواة العجب

العجب داء فتَّاك مجترفٌ لأعمال العبد ، ومداواته بأمور ثلاثة:
الأوَّل : أن يذكِّر نفسه بجوانب التَّقصير الأخرى التي عنده ، فإذا أُعجب مثلاً بعبادته أو بحفظه أو بمعاني معينة وُجدت فيه ليقلِب الصفحة إلى جهةٍ أخرى وهي جوانب القُصور التي عنده ومواضع الخلل التي فيه، فيشغل نفسه بتدارك النَّقص ومعاجلة الخلل بدل أن يُعجب بجانبٍ معيَّن وُفِّق فيه للإحسان والإتقان .
الثَّاني : أن يذكِّر نفسه بأنَّ هذا الأمر الذي حصل له من فَضْلِ الله عليه ونعمته ، وأنَّه لولا فضل الله لما ناله. {وَلَوْلا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ}.
الثَّالث : أن يذكِّر نفسَهُ بالقُصُور الذي عنده في العمل الذي قام به ؛ لأنَّه مهما قدَّم الإنسان من عمل لابد أن يكون عنده قصور فيه ، فإن كان الذي أُعجب به حفظًا مثلاً يذكِّر نفسه بالأمور الأخرى التي قصَّر فيها في الحفظ ، أو كان في العبادة يذكِّر نفسه بالأمور الأخرى التي قصَّر فيها في العبادة ، وهكذا.
فبهذه الأمور الثَّلاثة يذهب بإذن الله العجب عن العبد . وعمومًا فالنُّفوس تحتاج إلى مداواة ، والعبد إذا لم يعمل على مداواة نفسه ومعالجة رعونتها وسفهها فإنَّها تُورِدُه المهالك .