الإمامة في الدين

عن إسحاق بن أبي إسرائيل قال سمعت سفيان يقول: «إذا كان يأتم بمن قبله فهو إمام لمن بعده». تاريخ أسماء الثقات لابن شاهين (496).
هذا من لطيف الفهم ودقة العلم ؛ لأن الشخص لا يمكن أن يكون إماماً للمتقين بعده حتى يكون مؤتماً بالمتقين قبله ، أما هكذا من فراغ يأتي ويكون إماما للمتقين دون أن يأتم بالمتقين فهذا لا يكون ، ولهذا قال مجاهد - رحمه الله تعالى – في تفسير قوله تعالى: {وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا}: «اجعلنا مؤتمين بالمتقين مقتدين بهم» رواه ابن جرير في تفسيره ؛ أي وفقنا لنأتم بالمتقين ولنقتدي بالمتقين، فإذا وفق العبد لذلك وائتم فعلاً بالمتقين واقتدى بهم أصبح إماماً للمتقين.
قال ابن القيم رحمه الله تعالى – في رسالة له لأحد إخوانه: «وهذا من تمام فهم مجاهد -رحمه الله- فإنه لا يكون الرجل إماماً للمتقين حتى يأتم بالمتقين فنبه مجاهد على هذا الوجه، الذي ينالون به هذا المطلوب وهو اقتداؤهم بالسلف المتقين من قبلهم فيجعلهم الله أئمةً للمتقين من بعدهم».